بحث حول مبادئ الادارة
مقدمة
الفصل الاول : مدخل الى علم الادارة
المبحث الاول : الادارة
المطلب الاول تعريف علم الادارة
المطلب الثاني : مجالات الادارة
المطلب الثالث : وظائف الادارة
المبحث الثاني : الادارة و التطور
المطلب الاول : مساهمات بعض المفكرين في الادارة
المطلب الثاني : تطور الفكر الاداري
المطلب الثالث: الهدف من تعلم الادارة
الفصل الثاني : معلومات هامة عن الادارة
المبحث الاول : مميزات الادارة
المطلب الاول : مستويات الادارة
المطلب الثاني : خصائص الادارة
المطلب الثالث: أهمية الادارة
المبحث الثاني: علاقة الادارة بالعلوم الاخرى
المطلب الاول : الادارة و علم الاجتماع
المطلب الثاني: الادارة و علم الاقتصاد
المطلب الثالث: الادارة و علم النفس
خاتمة
قد نسمع هذه الأسئلة، أو قد يتبادر بعضها إلى ذهنك، وهي "ما هي الإدارة؟ من هو المدير؟" أو قد تقول لنفسك "أنا موظف فقط، فما حاجتي لمعرفة العملية الإدارية!؟ أليس هذا هو عمل الرؤساء والمدراء!؟".
في الواقع، كلنا مدراء. فمهما يكن موقعك أو وظيفتك يستلزم عليك أحيانا إدارة بعض الأمور. وحتى يمكنك إدارتها بشكل جيد، عليك أن تعي العملية الإدارية وعناصرها الرئيسية ومبادئها العامة.
لذا.. سنحاول هنا تبسيط هذه العملية، وشرحها بشكل موجز، يكفي لأن تتكون لدى الفرد منا صورة عامة عن هذه العملية الهامة.
فمن هذا المنطلق نتسائل: ماذا يقصد بالادارة؟
سنتطرق في هذا الفصل الى التعرف على الادارة و مجالاتها و ما اهم وضائفها و معرفة مدى تطور الادارة فيما يلي:
المبحث الاول : الادارة
المطلب الاول: التعريف العام للادارة
لقد سمي عصرنا هذا بعصر الادارة لوقوفها بقوة وراء كل نجاح يحققه أي نشاط او اكتشاف او خدمة او انتاج فالادارة هي حجر الاساس لبناء أي مجتمع و يتمثل هدف الادارة في استخدام الموارد المتاحة سواء كانت مادية ام بشرية استخداما امثلا ضمن مفاهيم الكفاية و الفاعلية فالادارة الناجحة تسعى دوما الى تجنب الاسراف و الفوضى و الاضطراب و تعتبر الادارة كنشاط قديمة قدم وجود الانسان نفسه فقد عرفت الحضارات القديمة النشاط الاداري و مارسته كليا او جزئيا فالحضارة السومرية مثلا اهتمت بحفظ السجلات و الوثائق و الحضارة المصرية القديمة فيها الاهرامات التي هي شاهد حي على دقة التخطيط و التنظيم و الرقابة أما البابليون اهتمو بوضع المعايير للعمل و تحديد المسؤوليات اما في الحضارة الصينية فقد املت الاوضاع العسكرية و التجارية على الدولة فيها هناك الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي للدفاع عن البلاد( سور الصين العظيم) الى جانب الاهتمام بتطوير انظمة العمل و اجراءاته اما الحضارة اليونانية كان اهتمامها بالعلوم و الفبسفة كتخصصات قائمة بذاتها واضحا اما الحضارة الرومانية قد ارست اهم المبادئ التنظيمية في مجال التقسيم الاداري و نظم الاتصالات و قد عرف عن الفينقيين اهتمامهم بالتجارة عبر البحار مما استلزم اشكالا تنظيمية قانونية و هي اساس العمل الاداري السليم اما في ظل الحضارة العربية الاسلامية فقد عرف المسلمون المفاهيم الادارية و مبادئها المختلفة و طبقوها في شؤون الحياة المختلفة فأوجدوا الدواوين و الوزارات و الجيوش و كان ذلك على مستوى متقدم يفسر انجازات الدولة الاسلامية في فترة قصيرة نسبيا اما الادارة كعلم له مبادئ و اسس و قواعد علمية فهي علم حديث النشاة يؤرخ له مع اواخر ق19 و بداية ق20 فقد اكد هنري فايول في كتابه "الادارة العلمية و الصناعية على ان هناك مبادئ ادارية عامة يمكن تطبيقها على كافة اشكال النشاط الانساني اما فريديريك تايلور اكد في مؤلفاته المتعددة على ضرورة اعتماد نظام الاجور القائم على عدد الوحدات المنتجة و على المبادئ التي تحكم الادارة العلمية في كتاباته المتعددة سنة 1895.1903.1906.1911 و قد عرف الادارة بانها المعرفة الصحيحة لما يراد ان يقام به الافراد ثم التاكد من انهم يفعلون ذلك باحسن طريقة و ارخص التكاليف كما عرفها هنري فايول بانها الجهة التي تتنبأ و تخطط و تنظم و تصدر الاوامر و تنسق و تراقب و مما سبق يمكن تقديم التعريف الاجرائي التالي للادارة بانها عملية استغلال الموارد المتاحة عن طريق تنظيم الجهود الجماعية و تنسيقها بشكل يحقق الاهداف المحددة بكفاية و فعالية و بوسائل انسانية و ضمن المشروعية و بما يساهم في تحسين حياة الانسان سواءا كان عضوا في التنظيم او مستفيدا من خدماته و ايا كان المجال الذي تمارس فيه. (1)
المطلب الثاني : مجالات الادارة
1/ مجال تطبيقها في مؤسسات القطاع الخاص و هي ما تسمى بادارة الاعمال و التي ترمي الى تحقيق الربحية سواءا كانت خدمية او صناعية او تجارية
2/مجال تطبيقها في المؤسسات الحكومية و هي تسمى بالادارة العامة و مؤسساتها غير الربحية
3/ مجال المؤسسات التي تقع ضمن الادارة العامة و ادارة الاعمال و مثالها جمعية حماية البيئة و المساجد و الكنائس. (2)
(1) محمد قاسم القيرلوتي-مبادئ الادارة-دار وائل للنشر و الطباعة-2001-ص25
(2) مشهدي حسن زوليف-الادارة-دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع-2001-عمان- ص 21
المطلب الثالث : وظائف الادارة
سنتعرض بايجاز لوظائف الادارة على ان يتم ذلك تفصيلا في فصول مستقلة . ان وظائف الادارة هي:
أ)التخطيط : لقد عرف التخطيط كونه اتخذ قرار لما سيتم مستقبل و كيف يتم و وقت اتمامه و من سيقوم به فالتخطيط هو خطوات عمل معينة و محددة و مركبة و وفق دراسة علمية سليمة مبنية على حقائق و تقديرات مدروسة و ما التخطيط الا تدبر مسبق لعمل مستقل , تدبر مبني على عمل ذهني و موضوعي , يتدبر به الفرد حاضره كي يواجه ظروف مستقبلية او اتخاذ الطريق العقلاني لاتخاذ مختلف القرارات وفق البديل الامثل و من ثم التنفيذ و المتابعة.
ب) التنظيم: و هو وظيفة ادارية بتجميع المهام و الانشطة المراد القيام بها في الوظائف او الاقسام و تحديد السلطات و الصلاحيات و التنسيق بين الانشطة و الاقسام من اجل تحقيق الاهداف مع حل المشاكل و الخلافات التي تواججه كافة الانشطة و الاقسام من خلال الافراد او افراد التنظيم و بشكل ملائم. و التنظيم هو الكيفية التي بمقتضاها يتم تعبئة الجهود لتحقيق هدف متفق عليه عن طريق توزيع الاختصاصات و تحديد المسؤوليات . و هكذا فان التنظيم و الكيفية التي يتم بمقتضاها جمع الاجزاء المترابطة لتحقيق حل موحد يمكن معه مزاولة السلطة و مباشرة الاختصاصات و القيام بمهام التنسيق و الرقابة و الاشراف.
ج) التوجيه : فهو الوظيفة الثالثة اذ بعدما اقرت الخطة و تم التنظيم و شيدت الوحدات الادارية و حددت اختصاصاتها اصبح الزاما ان توجه الجهود لتحقيق الاهداف و لضمان ذلك لا بد من تحفيز الافراد و ارشادهم لتتجه جهودهم نحو تحقيق الاهداف و تكمن اهمية التوجيه في انجاح العملية الادارية حيث يتوقف على هذه الوظيفة بعث الحياة في الخطط و التنظيم لتحقيق التكامل في الجهود و كمدخل للوصول الى الاهداف و التنسيق بينها و بين اهداف الافراد.
د) الرقابة: عرفت بانها الوظيفة الرئيسية للادارة و انها العملية التي تبين كيفية اتمام الاعمال كما عرفت الرقابة كونها عملية استمرار و تقدم العمل نحو الاهداف المحددة بوضع خطة مسبقة للعمل و جهاز لتدفق المعلومات المعتمدة. و الرقابة الايجابية تختلف عن الرقابة السلبية فالرقابة الايجابية لا يقتصر دورها على اكتشاف ما وقع من اخطاء و انحرافات بل تنظر الى المستقبل و تتنبأ من خلال الدراسة و التحليل بالاخطاء المحتمل حدوثها و تتخذ ما يلزم من اجراءات لمنع حدوثها اما الرقابة السلبية فتنتظر وقوع الاخطاء و تسعى الى تصييدها دون ان توجه انتباه المسؤولين الى اوجه القوة و الضعف في التنفيذ و دون ان تقدم الحلول لمعالجة المشاكل القائمة و تلافي تكرار حدوث الاخطاء او الانحرافات. (1)
المبحث الثاني : الادارة و التطور
المطلب الاول : مساهمات بعض المفكرين في الادارة
مساهمات فريديريك تايلور: لقد ضمن اهم آراءه في الادارة كتابه الذي نشر سنة 1911 بعنوان "مبادئ الادارة العلمية" و من أهم هذه المبادئ
- ايجاد طريقة علمية لكل عنصر من عناصر العمل الذي يؤديه كل فرد و احلال ذلك محل الطرق العفوية التي كانت متبعة في السابق
- اختيار و تدريب و تطوير القوة العاملة في المصنع على اسس علمية
- خلق روح من التعاون الصادق ما بين الادارة و العمال
- تقسيم الواجبات ما بين الادارة و العمال بانصبة متساوية
مساهمات هنري فايول : لقد قسم نشاطات اية منشاة تجارية الى الاقسام التالية:
(1) نفس المرجع السابق- ص19
1- فنية مثل "الانتاج و التصنيع"
2- تجارية مثل البيع و الشراء
3- مالية مثل البحث على امثل استخدام لراس المال
4- امنية مثل "حماية الممتلكات و الافراد"
5- محاسبية"اصدار الاوراق المالية,اعداد الميزانيات,التكاليف, الاحصائيات"
6- ادارية"التخطيط ,التنظيم,التوجيه,التنسيق,الرقابة"
*وقد استخلص من خلال تجاربه الخاصة مجموعة من المبادئ:
1-تقسيم العمل 2-السلطة 3-النظام 4-وحدة الامر 5-وحدة التوجيه 6-خضوع المصالح الفردية للمصلحة العامة للمنظمة 7-المقابل النقدي 8-المركزية 9-الترتيب 10-التسلسل الهرمي 11-العدالة 12-الثبات الوظيفي 13-المبدأة 14-روح الجماعة.
مساهمات ماكس فيبر : لقد قدم ما اسماه بالنموذج البيروقراطي المثالي الذي من اهم خصائصه وفقا لراي فيبر:
1- تقسيم العمل بشكل يجعل السلطة و المسؤولية واضحتين لكل فرد في التنظيم
2- ترتيب الوظائف في شكل رم
3- اختيار الافراد في المنظمة بناءا على مؤهلات فنية من خلال الامتحانات او بطريقة التدريب و التعليم.
4- تعيين الموظفين لانتخابهم و ذلك باستثناء الرئيس الاعلى للمنظمة في بعض الحالات
5- الموظفون يعملون بمقابل من المنظمة التي يعملون بها
6- عدم تملك الموظفون للمنظمة التي يعملون بها
7- خضوع الموظفين لنظم و اوامر معروفة في تاديتهم لاعمالهم و يجب الا تتغير هذه النظم و الاوامر للاشخاص كما يجب ان تكون ثابتة التطبيق.(2)
المطلب الثاني : تطور الفكر الاداري
مر الفكر الإداري بعدة مراحل وهي:
المدرسة الكلاسيكية (التقليدية / القديمة).
المدرسة السلوكية.
المدرسة الكمية.
مدرسة النظم.
مدرسة العلاقات الإنسانية. وتعنى هذه المدرسة بعلاقات الموظفين برؤسائهم والتعامل معهم كأسرة، حتى يرتاح العامل في عمله مما يزيد من إنتاجه، (العامل يعمل للراتب والاحترام).
1- النظرية الكلاسيكية (Classical Theory):
روادها: ماكس فيبر، فردريك تايلور، هنري فايول.
أ- النموذج البيروقراطي (البيروقراطية Bureaucracy):
هو نظام مثالي للإدارة، يقوم على القواعد والإجراءات الصارمة (للقضاء على العلاقات الشخصية)، والتقسيم الواضح للعمل (كي يسير العمل لابد أن يعرف كل شخص وظيفته)، التدرج الهرمي الثابت حتى تكون الترقيات منطقية وواضحة.
أركان النموذج البيروقراطي:
الميكانيكية في الأداء.
التدرج الهرمي (الهيراركية): طالما هناك قواعد صارمة فبالتالي بجب أن يوجد نظام واضح للترقية يحدد عدد السنين والكفاءة (ثبوت قواعد الترقية).
(2) جمال الدين لعويسات-مبادئ الادارة-دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع_الجزائر-2005- ص15...19
تقسيم العمل.
الالتزام بالقواعد واللوائح.
الموضوعية وعدم ترك أي مجال للعاطفة.
المثالية والرشد.
* مزية هذا النظام هو تحيق الكفاءة والاتساق في العمل طالما ظللنا متمسكين به وبأركانه فهو نظام ممتاز إذا ما طبق بشكل سليم.
ب- حركة الإدارة العلمية:
ومن روادها (فردريك تايلور).
ركزت هذه الحركة على إيجاد العلاقة بين (العامل) والآلة التي يعمل عليها؛
وتقوم على أساس استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات واتخاذ القرارات (في حالة وجود مشكلة في العمل أولاً: لابد من التعرف من المشكلة. ثانياً: التعرف على سبب المشكلة (مما يسهل حلها). ثالثاً: وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة. رابعاً: اختيار الحل المناسب. وأخيراً: تطبيق هذا الأخير.
وقامت هذه الحركة كذلك بدراسة (الوقت والحركة) أي أنه لتأدية أي عمل تحتاج إلى مجموعة من الحركات تأخذ وقت معيناً؛ وتهدف هذه الدراسة إلى استخدام الأفراد إلى أقصى حد ممكن.
مبادئ حركة الإدارة العلمية:
استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات واتخاذ القرارات.
اختيار وتدريب المشرفين.
التركيز على أهمية التعاون بين الإدارة والعمال (وذلك لوجود المسؤولية المشتركة).
تقع مسؤولية العمل مشتركةً على عاتق العمال والإدارة معاً.
ج- المدرسة الوظيفية:
ومن روادها (هنري فايول).
تركز هذه المدرسة على ما يقوم به المدير من وظائف لتحقيق أهداف المنظمة.
مبادئ المدرسة الوظيفية:
تقسيم العمل.
وحدة الأمر.
نطاق الإشراف.
السلطة والمسؤولية.
مركزية ولا مركزية اتخاذ القرار.
التسلسل الإداري.
المساواة بين الأفراد.
التعاون بين الأفراد.
2- النظرية السلوكية (Behavioral Theory):
من روادها: التون مايو.
أ- هذه النظرية اهتمت بالجانب الإنساني في مجال الإدارة بعكس المدرسة الكلاسيكية.
ب- وقامت بحركة العلاقات الإنسانية في مجال العمل من خلال تجارب مصانع (هاوثورن) وتوصل إلى:
إن ما يؤثر في الإنتاجية ليست النواحي المادي والأجر فقط بل هناك عوامل أخرى.
أهم المتغيرات التي تؤثر في حياة الفرد هي النواحي الاجتماعية والإنسانية في العمل.
إن الحاجات الإنسانية تشمل: المادية، الاجتماعية (الاجتماع بالغير)، الذاتية (للنفس).
جوانب المدرسة أو النظرية السلوكية:
الاهتمام بالجانب الإنساني في العمل بجانب العامل المادي.
إن استجابة الفرد للعمل تتوقف على مدى إشباع حاجاته المادية والاجتماعية معاً.
النظر إلى المنظمة (الشركة – المؤسسة) كوحدة اجتماعية وليست اقتصادية فقط تسعى إلى تحقيق الربح.
شجعت التنظيمات غير الرسمية على الظهور.
3- النظرية الكمية:
جوانب المدرسة أو النظرية الكمية:
استخدام النماذج الرياضية في حل مشكلات الصناعة التي لا يمكن حلها بالأساليب التقليدية.
اهتمت المدرسة بالاستعانة بخبراء بحوث العمليات لمساعدة المديرين في حل المشكلات الإدارية.
ساعد تطور أجهزة الحاسب الآلي على ظهور مدرسة علوم الإدارة.
تستخدم النماذج الإدارية في التخطيط والرقابة وصياغة استراتيجية الإنتاج.
4- مدرسة مدخل النظم:
المنظمة مجموعة من الأنظمة الفرعية (تسويق – إنتاج – تمويل) هذه الأنظمة يقوم كل نظام منها بمجموعة من الوظائف المتخصصة ولكنها جميعاً تهدف في النهاية لخدمة المنظمة كنظام كامل متكامل.
المطلب الثالث : الهدف من تعلم الادارة
إن الهدف الشخصي من تعلم الإدارة ينقسم إلى شقين هما:
زيــــــــــــــــــــــــــــادة مهاراتك.
تعزيز قيمة التطوير الذاتي لديك. أهم عناصر نجاح الإدارة المدرسية :
1ـ تخطط 2- تطبيق 3- مراجعة 4- تطوير
1ـ تخطيط: أي وضع القواعد التي يتعامل بها العاملون مع المشكلات، ووضع حلول لها، ووضع العوامل التي تذلل العقبات من طريق العمل من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، مهما قل أو عظم ذلك الهدف لابد من مرحلة التخطيط له.
2ـ تطبيق: وفيه تنزل الخطة والأهداف للمرؤوسين لتنفيذها بدقة بالغة حسب المتفق عليه، ولا يسمح بالاجتهاد إلا في الأمور التي يصح فيها الاجتهاد الشخصي كالأمور البسيطة التي لم ترد في الخطة.
3ـ مراجعة التنفيذ: فلا تكتفي المديرة بوضع الخطط والأمر بتنفيذها فقط ثم الاعتماد بعد ذلك على التقارير المتدفقة عليها التي تخبرها بأن العمل يسير وفق الخطة الموضوعة ـ وأن كله تمام ـ كلا، بل يجب عليها أن تتابع سير العمل هل يسير حسب الخطة الموضوعة أم لا؟
4ـ التطوير: تأتي مرحلة التطوير بعد المراقبة والمراجعة والتقييم للخطة لكي تستفيد أنت أولاً من أخطاء الخطة السابقة، فتعملي على تجنبها، فلابد من الاستفادة من الأخطاء(1)
إن للادارة مميزات خاصة تميزها عن غيرها من الادارات رغم هذا يوجد علاقة بينها كونها علم و ين العلوم الاخرى فهذا ما سنتطرق اليه في هذا الفصل.
المبحث الاول : مميزات الادارة
المطلب الاول : مستويات الادارة
تختلف مستويات الادارة من منظمة الى اخرى فبينما تتالف بعض المنظمات من مستويين فقط نجد منظمات اخرى تتالف من اكثر من ذلك الا انه من الملاحظ ان جزءا كبيرا من المنظمات يتالف من ثلاثة مستويات ادارية فلو اننا اخذنا تنظيما افتراضيا و رسمنا خطين افقيين خلاله سوف يكون لدينا طريقة عامة لتصنف المديرين الى ثلاثة مستويات: مديريم في مستوى القمة او المستى الاعلى الاداري- مديرين في المستوى المتوسط- مديرين الصف او الخط الاول
و يشمل المديرون في المستوى الاعلى الرئيس الاعلى للمنظمة و نوابه و تختص هذه الفئة من المديرين بوضع الاهداف العامة للمنظمة و يحددون الاستراتيجيات و السياسات الخاصة بالعمل و يمثلون المنظمة في اليئة الخارجية و يتعاملون مع الموظفين الحكوميين في الهيئات الحكومية و يعملون ايضا مع قيادات العمال و الهيئات الادارية في المنظمات الاخرى .
اما المديرون في المستوى المتوسط فانهم يشكلون الفئة الكبرى في معظم المنظمات حيث تمتد هذه الفئة ما بين الفئتين الاخرتين فئة المستوى الاعلى و فئة الصف الاول و من مديري هذه الفئة مدير التخطيط و مدير العمليات او الانتاج و يقع على عاتق هذه الفئة مسؤولية تنفيذ الاستراتيجيات و السياسات التي يضعها المديرون في المستوى الاعلى و ينسقون العمل بين المديرين في الصف الاول. و غالبا ما يكون المديرون في المستوى المتوسط مسؤولين عن التجديدات الاساسية و التحديث في المنظمة. و الفئة الثالثة و هي فئة المديرين في الصف او الخط الاول و هم الذين يقومون بالاشراف على العاملين و احيانا يطلق على هذه الفئة اسم المشرفين او ديري الاقسام او مديري المكاتب و رؤساء العمال و على خلاف الفئتين الاولى و الثانية فان الفئة الثالثة تنفق معظم وقتها بشكل مباشر في الاشراف و المراقبة على عمل العاملين.
فمفهوم المدير او الاداري: المدير هو عضو المنظمة الذي يمارس سلطة توجيه و تنسيق العمل الذي يبذله افراد (مرؤوسين له) و يعرف سيد الهواري بانه الشخص الذي يقوم باتمام الاعمال بواسطة الآخرين فكل من يقوم بالنشاطات الادارية(التخطيط-التنظيم-التوجيه-الرقابة) فهو مدير ادارة. (1)
المطلب الثاني : خصائص الادارة
تتمثل خصائص الادارة فيما يلي :
1- ترتبط الادارة بالمنظمات أي ان الادارة تمارس من خلال المنظمات فهي لا تمارس في فراغ و في ذلك يؤكد د.فوزي بشرى ذلك بان الادارة وعاؤها المنظمات سواء كانت هذه المنظمات كبيرة الحجم او صغيرة نسبيا و سواء كانت على المستوى المحلي او القومي او الاقليمي او العالمي
2-الادارة علمية اجتماعية و ذلك على اساس انها تنطوي على مجموعة من الخطوات المتتابعة و المتتالية و التفاعلة و المتداخلة التي تؤدي في النهاية الى تحقيق هدف محدد كما يشير مفهم العلمية الى الطبيعة الديناميكية للادارة فعلى الرغم من ان للادارة قواعدها و الاسس التي تستند البها و المبادئ التي تحكم ممارستها فانها تمارس من خلال بشر يتفاعلون مع بعضهم البعض من اجل تحقيق اهداف مشتركة.
3-الادارة عملية هادفة:حيث انها تسعى الى تحقيق اهداف محددة و هذه الاهداف لا تخرج عن كونها الانجاز الفعال للاهداف المنظمة باقل قدر من التكلفة في الوقت او الجهد او المال
(1) عبد الكريم ابو مصطفى-الادارة و التنظيم-2001-ص 17/18/19
4-الادارة تمارس في مختلف المجالات و هذا يعني ان الادارة لا تقتصر على مجال واحد من مجالات الحياة الانسانية لذلك فانها تستخدم في المجالات الانتاجية و مجالات الخدمات .تمارس في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و التعليمي
5-الادارة تمارس في المنظمات في جميع المستويات الادارية سواء في مستوى القمة او مستوى الاداري المتوسط او المستوى الاشرافي المباشر او مستوى الخط الاول
6-الادارة تعني بتوجيه هذا السلوك بحيث يصبح سلوكا تنظيميا بما يؤدي الى استمرار النشاط من ناحية و انتظامه من ناحية اخرى و انجاز الاهداف التي قامت من اجلها المنظمة فمن المعلوم ان الافراد حينما ينظمون الى منظمة معينة لا ينتفى عنهم الغرض أي لكل منهم غرض او اكثر يسعى لتحقيقه كما ان لكل منهم قيمة و معاييره التي تحكم و توجه سلوكه.
7-الادارة تعني باستخدام و توظيف الموارد المختلفة في المنظمة افضل استخدام ممكن سواء كانت هذه الموارد بشرية او مادية او مالية او معلوماتية دون ان يكون هناك فاقد و هذا من شانه ان يؤدي الى تحقيق اهداف المنظمة
8-تحرص الادارة على ان يتصف سلوك العاملين بالتعاون و التنسيق بحيث يكمل كل منهم الاخر و بدون ان يكون هناك تكرار او التعارض في المسؤولية او المسؤوليات التي يقوم بها العاملون في المنظمة.
9-اتخاذ القرارات هو اساس الادارة و جوهرها ذه القرارات هي التي تحكم سلوك العاملين في استخدامهم للموارد المتاحة لتحقيق الاهداف المحددة و اذا كانت الادارة تتضمن مجموعة من العمليات فان كل عملية من هذه العمبيات تمارس من خلال القرارات التي تتعلق بها لذلك نقول عن القرارات التي تتخذ في العملية التخطيطية بالقرارات التخطيطية و يطلق على القرارات التي تتعلق بالعملية التنسيقية بالقرارات التنسيقية و هكذا. و يصبح من يتخذ القرارات يختلف عن الذي ينفذها.
10-الادارة تمارس في اطار الظروف البيئية المحيطة و تاثر بهذه الظروف بما تشمل عليه هذه البيئة من قوى و متغيرات سواء كانت متغيرات اجتماعية او اقتصادية او سياسية او تكنولوجيه و قد يكون هذا التاثير سلبي او ايجابي.
11-نجاح الادارو يقاس بقدرتها على تحقيق الاهداف بفعالية و كفاءة
12-نجاح الادارة يقاس في أي منظمة من المنظمات ليس فقط بقدرتها على انجاز اهدافها بل ايضا على اساس ان يكون هذا الانجاز متصفا بالكفاءة و الفعالية:
الكفاءة و يقصد بها العمل باية صورة من الصور دون وجود فاقد في الموارد سواء كانت بشرية او مادية او معلوماتية او مالية لذلك فان الادارة الناجحة هي التي تتجنب الواقف التي تؤدي الى ضياع الموارد المنظمة المختلفة فالمدير الناجح او الكفئ هو الذي يوظف و سيتثمر الموارد المالية للمنظمة بحزم و حكمة.
الفعالية : فالمدير الناجح هو الذي يكون فعال و مؤثر و يقصد بالفعالية اداء الاعمال المناسبة بالطرق المناسبة في الاوقات المناسبة فالمدير الذي يقرر دخول السوق قبل ان يبدا في الانتشار و الاتساع و يقرر الخروج من السوق قبل ان ينهار او يخفق و المحافظة على الوضع التنافسي المناسب.(1)
المطلب الثالث: أهمية الادارة
لقد زادت اهمية الادارة و عظم شأنها نتيجة لاسباب ملحة بعد ان اقتصرت الادارة في الازمنة الغابرة على ادارة الافراد لبلوغها الاهداف المحددة للتنظيم و تتمثل اهميتها فيما يلي :
1-الادارة اداة المناسبة و المأمونة لتوظيف الموارد المتاحة في مقابلة الاحتياجات المتجددة و المتعددة للانسان
2-الادارة هي السبيل الوحيد و الوسيلة لتحقيق الاهداف الجماعية و ذلك من خلال تحديد مراحل و عمليات الانجاز و معايير الاداء داخل المنظمة و توفير النظام الرقابي يضمن الرونة بين الواقع و الاطر التخطيطية.
3-الفصل بين المنظمات و ملاكها الامر الذي اظهر اهمية الرقابة و التنظيم لضمان مصالح الاطراف المختلفة.
4-وضع سيايات مقبولة للاجور و ظروف العمل و شروطه
5-الوقوف في وجه التحديات و ذلك باجراء دراسات و ابحاث تتعلق بتطور السلع و الاقتصاد في نفاقاتها.
6-اشباع حاجات مجتمعاتها و ذلك بادارة عوامل الانتاج
(1)
المبحث الثاني: علاقة الادارة بالعلوم الاخرى
ندرس في هذا المبحث علاقة الادارة بعلم الاجتماع و علم النفس و علة الاقتصاد و ذلك قصد التعرف على الروابط الاساسية بينهم و بين الادارة.
المطلب الاول : الادارة و علم الاجتماع
الادارة تبحث عن المجتمع و الجماعات حيث يكون المجتمع بيئة الادارة تتاثر به و يؤثر بها فمن التزامات الادارة ان تحافظ على المجتمع و بيئته و ان تقدم له السلع و الخدمات التي يطلبها باحسن جودة و اقل سعر و ان تخدم المجتمع بمنح فرص الاستخدام لافراده و حمايتهم كما ان المنظمة تعتبر خلية من خلايا المجتمع و نظامه الاجتماعي الذي لبنته الانسان بميوله و رغباته كما ان المجتمعات السكانية تعتبر الاساس في دراسة الاسواق الحالية و المنتظرة.
المطلب الثاني : الادارة و علم الاقتصاد
بما ان علم الاقتصاد يهتم بدراسة النشاط الانساني و زيادة الثروة القومية و الاستغلال الامثل للموارد و زيادة الكفاءة الانتاجية و دراسة المجتمع و مدى زيادة الدخل القومي و توزيع الموارد و استخدامها لذا فهو لصيق في علم الادارة الذي من اهدافه الاستغلال الامثل للموارد البشرية و ان الاداري لا بد ان يكون ذا عقلية اقتصادية و ان يعمل على اخذ الاعتبارات الاقتصادية عوامل تحرك عمله الاداري.
المطلب الثالث: الادارة و علم النفس
ان الانسان هو الركيزة الاساسية للادارة و هو الذي يمثل مصدر عطاء المنظمة لذا فان هنالك علاقة وطيدة بين علم النفس و علم الادارة فعلم النفس يعين الادارة على معرفة الانسان و سلوكه و دوافعه و رغباته و طموحاته فيمد الادارة بوسائل تعينها على تحفيزات الفرد و اختياره و تعلمه و تدريبه و ما علم النفس الاداري الا مظهر من مظاهر ذلك التقارب بين علم النفس و الادارة.(1)